من معشوق الجماهير إلى اللاعب المنبوذ! |
لقد
أصبح حديث الشارع العربي والأفريقي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة خلال هذين
اليومين خبر هروب الحارس الأسطوري للنادي الأهلي والمنتخب المصري إلى
سويسرا لينتقل إلى نادي سيون السويسري بعد قضاء 12 عاماً في القلعة
الحمراء.
وبرغم انتمائي للأهلي منذ أن بدأت في مشاهدة المستديرة وبرغم ثقتي في أنه
يتوجب على المشجع الذي يعشق فريقه ألا يشجع الفريق لوجود بضع لاعبين
متألقين في صفوفه بل للفريق ذاته ، وبرغم كثرة القيل والقال حول مبلغ
انتقال عصام الحضري إلى سويسرا -بعد أن ذكر البعض أنه 400 ألف يورو فيما
أعلن البعض أن العرض الحقيقي هو مليون و200 ألف يورو وهو ما لم يذكره
النادي الأهلي حفاظاً على بقاء حارس مرماه الأسطوري في صفوفه- إلا أن
الهجوم الذي شنه مشجعو النادي الأهلي كان قاسياً على الحارس الأسطوري عصام
الحضري.
فالهجوم من مشجعي النادي الأهلي انتقل من مرحلة العتاب اللطيف إلى التهجم
ثم إنكار جميع إنجازات الحضري مع الأهلي والمنتخب المصري ، وهذا لا مبرر
له برغم الصدمة التي خلفها انتقاله إلى سويسرا ، فمن حق الجميع أن ينتقد
الحضري إلا أن إنكار جميع ما قدمه خلال مسيرته هو الأمر المرفوض تماماً
منا جميعاً كعشاق لهذا النادي ، فالأهلي لا يقف على الحضري أو غيره
واعتزال النجوم الكبار خير دليل على ذلك في ظل بقاء الأهلي دوماً في طليعة
الأندية التي يواجهها محلياً وافريقياً وعربياً.
إن إنكار دور الحضري بعد انتقاله لنادي يصارع على البقاء في الدوري
السويسري الممتاز هو ما يتنافي مع سلوكيات مشجعي النادي الأهلي الذين
يعطون كل ذي حق حقه ويتبعون قول الرسول الكريم "العدل في الغضب والرضا" ،
فالحضري هو أسطورة حراس مرمى النادي الأهلي دون إنكار دور المرحوم ثابت
البطل والمتألق إكرامي والمبدع أحمد شوبير حارس المنتخب في مونديال 1990
حيث إن عصام الحضري ساهم مع الأهلي في تحقيق أكثر من 20 بطولة في جميع
المحافل ، إضافة لمشاركاته مع المنتخب المصري ، وتحقيقه للكثير من الجوائز
في الفترة التي قضاها في النادي الأهلي أو في المنتخب المصري ، فوصل إلى
ما لم يصل إليه أحد بعد تحقيقه لقب أفضل حارس مرمى في بطولتي كأس الأمم
الأفريقية 2006 و2008 التي انتهت مؤخراً بتتويج الفراعنة أبطالاً لها ،
إضافة لحصوله على أفضل حارس مرمى في بطولة دوري أبطال أفريقيا أعوام 2001
و2005 وكذلك 2006.
خلاصة القول عصام الحضري قدم الكثير وأسعد الجماهير وخطأه الكبير يجب ألا
يجعلنا أن نتجاهل كل ما حققه ، وليتذكر كل منا كم من مرة صرخ في المدرجات
أو أمام شاشات التلفاز وهو يردد "أرقص يا حضري" بعد كل مرة دافع فيها
ببسالة الجندي المجهول عن عرينه وكم من البطولات جاءت بفضل تألقه في
مشاركاته مع زملائه سواء في النادي الأهلي أو في المنتخب المصري.
لا أريد أن أبحث عن مبررات للحضري ولست أقل من أي مشجع أهلاوي يرفض ما حدث
ويعتبره أمراً يسيء إلى مسيرة الحضري لكن يجب علينا الإعتراف بكل ما قدمه
وأن يظل الحضري أحد الصروح الشامخة في تاريخ النادي الأهلي المصري وفي
قلوب عشاقه.