:::أمراض ومعلومات:::

تسبّب بعض العلاجات القوية لبعض الأمراض الجلدية كالدواء الذي أساسه «الايزوتريتينويين» Isotretinoin، مفاعيـــل سلبية على الكبد أو أعضاء أخرى من الجسم. وقد لا يلجأ أطباء الجلد إلى وصفها للمريض رغم فعاليتها، سوى في حالات خاصّة. وإذا كانت الأمراض الجلدية شائعة بين صفوف النساء والرجال على السواء، وخصوصاً حب الشباب، فما هي محاذير استخدام هذا الدواء؟ وماذا عن التعرّض لأشعة الشمس، وفترة العلاج وكميّته؟
أســـئلة حول الموضوع

> تستوجب بعض الأمراض الجلدية ومنها حب الشباب، علاجات قوية طويلة الأمد. متى يصفها الطبيب؟
ـ إن أحد أبرز العلاجات القوية لمكافحة حب الشباب هو دواء أســاســه «الايزوتريتينـويين» Isotretinoin، وهو يوصف عادةً للحالات القوية جداً من حب الشباب الكيسي أي تلك التي يرافقها ظهور أكياس تحت الجلد غالباً ما يملؤها القيح، والتي تترك ندبات بعد التئامها. كما يعطى هذا الدواء في حالات حب الشباب التي لم تتجاوب مع العلاجات التقليدية الأخرى كحبوب المضادات الحيوية والكريمات أو للحالات التي تتجاوب مع العلاجات التقليدية ولكنها تعاود المريض فور التوقّف عن تناولها.
ويعطى هذا العلاج القوي لحالات جلدية أخرى أقل شيوعاً من حب الشباب كتقشّر الجلد السمكي، وبعض حالات السرطانات الجلدية.
> ما هي فترة العلاج؟
ـ يعطى هذا العلاج حسب وزن المريض، فالجرعة الكاملة يجب أن تكون من 120 إلى 150 ملليغراماً لكل كيلوغرام من الوزن. وتقسم هذه الجرعة حسب حالة المريض وفحوص الدم إلى ما بين 20 و70 ملليغراماً يومياً لفترة تتراوح ما بين 4 إلى 7 أشهر، على ألا تتعدّى الجرعة اليومية وزن المريض. وقد أثبتت الدراسات أن أفضل جرعة يومية هي ملليغرام واحد لكل كيلوغرام.
ومعلوم أن الجرعات الزائدة تؤدي إلى زيادة المضاعفات، واحتمال التهاب في الكبد. أمّا الجرعة المنخفضة فتعني الإستمرار في العلاج لفترة أطول.
> هل يمكن لجميع المرضى تناول هذا العلاج؟
ـ كلا، فهذا العلاج يمنع منعاً باتاً استعماله من قبل الحامل أو المرضعة أو المرأة التي تحاول الحمل أثناء فترة العلاج، كما يمنع استعماله لدى المصابين بأمراض الكبد أو المرضى الذين يستعملون نوعاً معيناً من المضادات الحيوية أو يعانون من الإكتئاب. وهنالك محاذير لاستعماله عند المريض الذي يعاني من نسبة ارتفاع الشحوم في الدم.

تشوّهات خلقية

> كيف يؤثّر الدواء على المرأة الحامل أو المرضعة؟
ـ من المعروف علمياً أن هذا العلاج القوي يؤثّر على تكوين الجنين، فتحصل تشوّهات خلقية لديه إذا تناولته الحامل. وتشمل هذه التشوّهات: الأطراف وشكل الرأس والجهاز العصبي عند الجنين. ويحظّر على المرأة المرضعة أن تتناول هذا الدواء لأنه يمر في حليبها، ما يعني أنه ينتقل إلى الولد فيؤثّر على نمو العظام عنده، كما يؤثّر على الإستقلاب والنمو عموماً.
> ما هي المدة التي يجب على المرأة أن تتفادى فيها الحمل بعد العلاج؟
ـ يمنع الحمل طوال فترة العلاج، ولمدة شهر كامل بعد التوقّف عن تناوله، لأن مفعول هذا الدواء يبقى في الدم لمدة شهر بعد ذلك، علماً أنه لا علاقة لهذا العلاج بتاتاً بالخصوبة أو القدرة على الإنجاب.
> هل يمكن للمراهقات أن تتناولنه؟
ـ يمكن إعطاء هذا العلاج بعد بدء فترة الحيض عند المراهقات، لأنه قبل ذلك قد يؤثّر على نمو العظام عندهن. وتبقى المحاذير نفسها بالنسبة إلى الحمل عند المراهقات المتزوجات.
> هل يعطى هذا العلاج للرجال أيضاً؟
ـ يوصف هذا العلاج للرجال كما النساء، وهو لا يؤثّر على الحيوان المنوي عندهم. ولذا، يمكن للرجل الذي يتناوله أن يخطّط للإنجاب أثناء فترة العلاج.

فحوص طبية

> هل من فحوص طبية تطلب ممّن سيخضعون لهذا العلاج؟
ـ قبل البدء بهذا العلاج، تطلب فحوص لمعرفة كمية الشحوم في الدم، وفحص عام للكبد والكليتين ولمعدّل السكر في الدم ولكريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح، وتعاد هذه الفحوصات كل شهر أثناء تناول العلاج. وعند المرأة المتزوّجة، يضاف فحص الحمل. وتنصح المرأة بالبدء بتناوله في اليوم الثالث من الحيض، مع استعمال وسائل فعّالة لمنع الحمل طيلة فترة العلاج.
وتطلب هذه الفحوصات لأن العلاج بدواء «الايزوتريتينويين» Isotretinoin قد يزيد من نسبة الشحوم في الدم ، وخصوصاً الشحوم الثلاثية. ولكن هذا الإرتفاع هو آني ويعود إلى المعدّل الطبيعي بعد التوقّف عن تناول العلاج أو بعد تخفيف الجرعة اليومية. كما إنه قد يزيد من ارتفاع السكر في الدم عند مرضى السكري. وهنالك بعض الحالات النادرة من التهابات الكبد أو هبوط في معدل الصفائح أو كريات الدم.
> إذا عانى المريض من إحدى هذه المشاكل، هل يتوقّف العلاج؟
ـ لا يتوقّف المريض عن تناول العلاج إلا في الحالات الصعبة والنادرة كهبوط معدّل الصفائح أو التهاب الكبد، علماً أن هذا الإلتهاب يزول بالتوقّف الفوري عن تناول الدواء. ومن هنا أهمية إجراء الفحوصات المخبرية شهرياً، ومراجعة الطبيب لمتابعة حالة المريض. وتكمن الخطورة عند تناول الدواء دون وصفة الطبيب ودون مراقبة.

أشعة الشمس

> هل من نصائح للوقاية أثناء تناول الدواء؟
ـ ينصح بعدم التعرّض للشمس أثناء العلاج لأن البشرة تكون في طور التقشّر أي أكثر حساسية للشمس. وإذا اضطرّ المريض لذلك فلا بد من استعمال كريمات واقية. ومن المستحسن وضعها يومياً قبل الخروج من المنزل صباحاً.
وينصح المريض بعدم ممارسة الرياضات القوية ولساعات طويلة كي لا يصاب بآلام في العضلات، كما ينصح بعدم تناول الأطعمة المشبّعة بالدهون والشوكولا والمقالي أو التخفيف من تناولها كي لا ترتفع نسبة الشحوم في الدم. وعلى المريض الذي يرتدي عدسات لاصقة أن يستعمل قطرات من الدمع الإصطناعي للعين لترطيب القرنية التي قد تجف مع استعمال هذا العلاج القوي، وقد يؤدي ذلك إلى التهاب فيها. ولا يكفي ترطيب العين وحدها بل يجب ترطيب الوجه والجسم كذلك، وخصوصاً الشفاه منعاً من تشقّقها.
وكذلك يطلب إلى السيدات اللواتي يستعملن هذا الدواء عدم إزالة الشعر الزائد بواسطة الشمع تفادياً لاحتراق الجلد الحسّاس بسبب حرارة الشمع المستعمل.
ولا بد من الرجوع دائماً إلى الطبيب إذا شعر المريض بأعراض معيّنة كألم في الرأس أو سيلان الدم من الأنف أو إذا اضطر إلى تناول أدوية أخرى مع العلاج، وذلك تفادياً لأي مشكلة صحية قد يتعرّض لها.

التقشير الكيميائي و«اللايزر»

> هل استعمال هذا العلاج القوي يخلّص المريض من حب الشباب نهائياً؟
ـ صحيح أن هذا الدواء فعّال بدرجة كبيرة، ويزيل الحبوب المتقيّحة والملتهبة بعد فترة إتمام العلاج، إنما لا يمنع ظهور عدد بسيط من الحبوب في وقت لاحق، خصوصاً عند الذين أنهوا العلاج وتوقّفوا عن استعمال كريمات خاصة لحماية البشرة والمحافظة على نتيجته، أو عند النساء اللواتي يعانين من اضطرابات في الهورمونات.
ومن المعروف علمياً أن نحو 10 في المائة من الذين يتناولون هذا الدواء يضطرون إلى تناوله مجدداً بعض مضي سنة أو أكثر.
> هل يؤثّر هذا العلاج على الندب التي تخلّفها بعض أنواع حب الشباب؟
ـ لا علاقة لهذا العلاج بالآثار التي تتركها الحبوب المتقيّحة أو العادية، وتعالج هذه الندب بعد الإنتهاء من العلاج بواسطة التقشير الكيميائي و«اللايزر».

momhim jidan

momhim jidan